الرئيسية Slidershow الأخبار الأخبار العاجلة  

عدد المشاهدات :255
دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني/ منظمة التحرير تحذر من تهجير قسري صامت في حي وادي الربابة

 

24.8.2023

حي وادي الربابة هو الحي الملاصق لسور البلدة القديمة من جهة الجنوب الغربي، وقد سمي وادي الربابة بهذا الاسم لأنه ضيق من الأعلى، ويبدأ بالاتساع تدريجيا باتجاه الأسفل، وهو مشابه لآلة الربابة الموسيقية العربية القديمة. لكنّ هذه التسمية تعد حديثة مقارنة بالتسمية القديمة، حيث أُطلق على الوادي في الفترة الكنعانية اسم (جاي هنوم) وتعني وادي جهنم، أما كبار السن من المقدسيين فيسمونه "المنطقة الحرام" باعتباره الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.  في أعلى الوادي تقع بركة السلطان المملوكية التي خُصصت قديما لتجميع المياه، وأنشئت في عهد علاء الدين جقمق، أحد المماليك الشراكسة في القرن الخامس عشر، كما تم اكتشاف عدة قبور من الفترات اليونانية والرومانية والبيزنطية.

منذ سنوات والمقدسيون يتعرضون في وادي الربابة لهجمة إسرائيلية شرسة، تتمثل في اقتحام أراضيهم وتجريفها وإجراء عمليات حفر فيها، والاستيلاء عليها بادعاء أعمال البستنة، بالإضافة إلى اقتلاع عشرات الأشجار المعمرة والمتجذرة في أراضي الواد قبل كثر من 1200عام، والاعتداء على أهالي الحي وملاحقتهم. وتخطط بلدية الاحتلال لإقامة قاعدة للقطار الهوائي التهويدي في وادي الربابة، وجسر معلق بين ضفتيه، ومركز زوار لغسل أدمغة السياح والزوار اليهود، وحدائق توراتية، ومنشأة إضافية لشفط عيون وآبار مياه سلوان. وتسعى سلطات الاحتلال للسيطرة على الأراضي الخالية في محيط المسجد الأقصى، بزراعة قبور وهمية، وتعتبر سلطات الاحتلال الحي وادي الربابة بأكمله حديقة عامة وتدّعي أنه أقيم أيضا على أنقاض مقبرة يهودية، إلا أن السكان وثقوا بصريا إقدام سلطتي حماية الطبيعة والآثار الإسرائيليتين منذ اكثر من سبع سنوات على زراعة 935 قبرا وهميا حتى الآن على امتداد المنحدر، كما افاد رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان فخري أبو دياب ان الاستيطان في المنطقة لم يقتصر على الأموات الذين ادّعى الاحتلال أن رفاتهم بالوادي منذ مئات السنين مطلقا عليه اسم "مقبرة سمبوسكي"، بل تعدى ذلك إلى خلق بؤر استيطانية للأحياء بين منازل المقدسيين في الحي، مشيرا إلى وجود ثلاث بؤر استيطانية في الحي، بالإضافة إلى تكثيف بلدية الاحتلال من نشاطها في هدم المنازل بالمنطقة.   كل ذلك لتنغيص الحياة في الحي وتهجير المواطنين وإبعادهم عنه لتفريغه لصالح المستوطنين.

كما كشفت جمعية إلعاد التي تعتبر رأس حربة الاستيطان والتهويد في القدس عن مشروع تهويدي في سلوان حمل اسم "مزرعة في الوادي"، لجذب آلاف المستوطنين إلى مدينة القدس المحتلة، ضمن المشاركة في فعاليات ونشاطات ما يسمى "الحديقة الوطنية" التي أقيمت على أراض فلسطينية في بلدة سلوان، وبإيعاز من بلدية الاحتلال، وضعت إلعاد يدها على أرض بملكية خاصة للفلسطينيين في سلوان، وحولتها إلى مزرعة استيطانية، وهي تستخدم النشاطات الزراعية، خاصة زراعة الأشجار، لتغيير ملامح الأرض الأصلية، وإنشاء تاريخ جديد منسجم مع الرواية الصهيونية التلمودية حول مدينة القدس.  كما كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن أن جمعية إلعاد الاستيطانية تلقت دعمًا بلغت قيمته 28 مليون شيقل لدعم الاستيطان ومخططات التهويد في حي واد الربابة وتغيير طابعه الفلسطيني.  ويدعم المشروع الاستيطاني الذي تديره إلعاد، في حي واد الربابة وفي سلوان عامة، عدة مؤسسات احتلالية من بينها بلدية الاحتلال، وسلطة الطبيعة، ووزارات الجيش والتعليم والزراعة والقضاء، وما تسمى وزارة شؤون القدس والتراث.


ومن هنا حذرت دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني/ منظمة التحرير الفلسطينية من تهجير قسري وصامت يتعرض له المواطنون المقدسيون في حي وادي الربابة جنوب المسجد الأقصى، ويستهدف هدم أكثر من 100 منزل وتهجير عشرات العائلات. حيث أن تهديد بلدية الاحتلال بهدم هذه المنازل يشكل جريمة حرب وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني، في الوقت الذي يقف فيه المجتمع الدولي صامتاً أمام هذه الجرائم.

وتطالب دائرة حقوق الانسان كافة الجهات الفلسطينية والدولية لتقديم كافة أشكال الدعم والاسناد للمواطنين في الحي من أجل تمكينهم من الصمود ومقاومة الزحف الاستيطاني الشرس الذي يستهدف وجودهم على أرضهم.